- وين حابّة نروح شهر العسل؟؟
- ........
- ايش فيك ماتتكلمين؟؟
- اعذرني يا ...بدر..لكن أحس انك تضغط علي
(اعتدل في جلسته وقال : وكيف أَضغط عليك؟؟أنا ببساطة إنسان عملي يعني أحب أعرف كل حاجة قبل أخطط لـ شي)
- مدري بس ان شاء الله أتعوّد
- طيب ايش أكثر بلد تحبينه؟؟
- أسبانيـــــا يمكن
- تبين نروح أسبانيا؟؟
- انت ايش رايك؟؟
- أنا عادي ...اللي تبينه يحصل
- مو على كذا...قد رحت لها؟؟
- إيه...بس ماقد رحت للسياحة يعني عمل وفعلاً مرة حلوة
- خلاص اللي تشوفه.
- ايش كمان؟؟...ايش تحبين كلميني عن نفسك
- مدري وش أقول لك؟؟ ايش تبي تعرف؟
- كل شي ...يعني مثلاً ايش تسوين وقت فراغك, تحبين تقرين؟ تشوفين أفلام؟
- اممممم...أنا أحب أقرى , وبرضو أحب أشوف أفلام ,
- حلوووو ...أجل بيننا أشياء مشتركة طيب إيش تقرين؟
- قصص...شعر... وأنت؟؟
- غالباً شعر...
- اهممممم
- طيب أنا ماودّي أضغط عليك عشان كذا راح أتركك ألحين وان شاء الله أكلمك عشان أخبّرك بأي جديد...( مدّ يده داخل جيبه وطلّع جوّال وقال...أعذريني ما أعرف ذوقك لكن جبت لك شي على ذوقي المرة هذي وخلّيه معاك, بعدين تقدرين تغيّرينه إذا تبين)
- ....طيّب...
قرّب منها بدر وهي حاولت تكون هادية وانحنى وباسها على جبهتها وقال: تصبحين على خير.
- وأنت من أهل الخير( كان الكلام بصوت واطي )
وطلع من المجلس....وريحة عطره في المكان..يالله شعور غريب ,لأول مرة تجلس مع شخص غريب ...يوووه خلاص مو غريب,صار زوجها اللي لسه ماتعرفه زين..حسّت إنها تبي تبكي..يمكن لأنها توقعت شي ثاني , يمكن لأنها خايفة من العيون السود وكيف نظراته تدخل جوى أعماقها, ويمكن لأن الزواج هذا كان غلطة...هي من زمان تتمنى تاخذ عن حب لكنها المرة هذي ما أخذت عن حب
رفعت يدّها لجبهتها وحسّت إنها حارة...معقولة تكون مريضة؟؟ولا الحرارة جت من العدم! ما تدري.
مرّ الأسبوع بسرعة غريبة...وريم كل يوم عن يوم تخاف أكثر
يمكن لأنها حسّت إنها راح تترك بيت أهلها وتعيش حياة جديدة فيها مسؤوليّة
أو يمكن لأنها حتى الآن ما ارتاحت من نظرات بدر لكن حاولت تكون هادية قد ماتقدر ...يالله هي مع بدر الآن في السيارة متجهين للفندق وبرضو كان مرة هادي يطريقة عجيبة ,,, تذكرت الحفلة اللي سوّوها أهلها للاحتفال بنجاحها وحسّت بالتناقض...كأنها صغيرة وكأنها كبرت فجأة لأنها راح تتزوّج!
تذكّرت كيف أرسل لها بدر ورود في يوم تخرّجها مع بطاقة كان مكتوب عليها بس " ألف مبروووووك...أتمنى لك التقدم في كل مجال في حياتك" وكان مع الباقة علبه صغيرة..كانت خاتم مرة حلووو وفخم...ما كانت مستوعبة وجود شخص جديد في حياتها راح يتدخّل بكل صغيرة وكبيرة في حياتها. طردت الأفكار هذي من راسها وحاولت تسرق نظرات على وجهه لكنها انصدمت لمّا لقته يطالع فيها وعلى طول شالت عيونها منه وابتسم وقال...تدرين؟؟ نفسي اعرف ايش تفكرين الحين؟؟
حسّت قلبها راح يطلع من محلّه وقالت : ولا شي
ضحك بدر ضحكة حسّت معها بالخوف لأنه قرّب منها ومسك يدها بين يدينه
وناظر في عيونها مباشرة وقال...لايا عزيزتي...انت كنت تفكرين في قد ايش انت خايفة مني ههههه مو مشكلة شي طبيعي تخافين بس أحب أطمنك ...كل الأمور راح تمشي تمام
- ايش؟؟
- أقولك ياحلوة إن الأمور تمام يعني تراي قاعد أطمّنك ارتاحي وريحي أعصابك
- .........
- ريــــم....لا تناظرين فيني كذا ...ترى شكلك من جد خايفة وأنا مو خاطفك!!
وضحك وهي تحترق من داخل...مقهورة من عجرفته مقهورة من ضحكته اللي على وجهه مقهورة من برودة أعصابه!!
كيف فيه ناس بهذا البرود؟؟ آآآآآآآآآآآآآه من جد شكلي تزوّجت واحد مايحسّ
أقلعت الطيّارة في الصباح وكانت تجلس جنب بدر واللي كان قاعد بكل هدوء يشرب قهوة ...وهي متنحة ما تدري ايش تسوّي
وبحركة لا إرادية طلّعت من شنطتها كتاب وحاولت تشغل نفسها فيه
وبنفس الوقت حاسّة ان عيون بدر تناظر فيها باستغراب وقال...الحين انت ماتكلّمت طول البارح والحين بعد ناوية تسحبين علي؟؟
- انت شكلك مشغول...
- أنا مشغول؟؟ ترى الكلمتين الوحيدتين اللي حكينا فيهم اليوم صباح الخير وأنت جاهزة ...والحين تبين تقرين كتاب وأنا أعرف انك طول أمس مانمتي شكلك كنت خايفة مني مع إني قلت لك تطمّني
- بدر....
- هممممم
- اعذرني ترى ما أعرف وش ممكن اسولف فيه
- طيّب...ماودّك تخططين لمستقبلنا ؟؟ ( كانت نظراته مليئة بالخبث)
- كيف يعني؟؟
- ريم...تراي بديت اشك إني ماخذ طفلة مو وحدة عمرها 18
- طيب 18 لسه صغيرة ..ايش تتوقع؟؟
- يعني انت متزوجة غصب عليك مني؟؟
- لأ...أنا ما قلت كذا
- طيب؟؟
- أنا كنت أقصد انو لازم أتعوّد عليك ترى الوضع جديد علي
- طيب وش تتوقعين ان الوضع مو جديد علي أنا بعد؟؟ لكن الفرق بيني وبينك إني أنظر للأمور ببساطة واطمئنان مو زيّك تخافين في كل مرّة أمرّ جنبك
احمر وجهها وحاولت تتكلّم لكن ما قدرت تنطق وهو بكل برود أعصاب قام يضحك وقال: طيب مو مشكلة ...ماودّك نخطط لمستقبلنا؟؟
- يعني ايش تقصد؟؟
- اووووف ياريم..طيّب راح أوضّح أكثر اقصد البيت, المسؤولية, العائلة كم تبين أطفال؟؟
- انت من جدّك؟؟
- إيه ليش أمزح؟؟
- اقصد انك تحكي عن الأشياء هذي وكأنها شي عادي يجي في يوم وليلة وكل شي بالبساطة هذي
- صدقيني يا عزيزتي كل شي يجي بالبساطة هذي ...وكل شي يجي لرغباتي!!
- ما تلاحظ انك من جد ماكل في نفسك مقلب؟؟
- ههههههه وليش؟؟ أنا مو مغرور أنا أعرف قدر نفسي بس!
- لااااا انت من جد مغرور...(كان شكلها من جد مقهورة ومعصبة)
وفجأة قرّب منها بسرعة ومسح بإصبعه على انفها وقال :يا عزيزتي...راح تعرفيني زين وراح تعرفين إني ماتزوّجت ألعب لكن أخاف أكون من جد أخذت طفلة
قامت من الكرسي وهي تحاول تبعّد عنه لأنها حسّت إنها في أي لحظة ممكن تصفقه بـ كفّ وهو مسك يدها بقوة وقال: على وين؟؟
- دورة المياه
- طيب استنّي اروح معاك أخاف تضيعين
- تراي مو طفلة تلاحقها لا تخاف أدل طريقي واعرف اسأل عن أي شي لو ضيّعت.
ودارت ظهرها وهي تحاول تخلّي خطواتها ثابتة واللي حرق قلبها ضحكته العالية . وقفت قدام المراية وفجأة رحمت نفسها...كان وضعها من جد تعيس
ونزلت الدموع على خدّها وبعدين مسحتها وقررت إنها تورّيه ...لأنه خرّب عليها صباحها, ولأنها عزّمت تحطم غروره هذا...
رجعت بكل هدوء وجلست وكان فيه ابتسامة ملتوية على فمّه وقال: كيفك اليوم؟؟
حاولت ترسم ابتسامة على فمها وقالت: الحمدلله...انت كيف نمت؟؟
- الحمدلله (استغراب على وجهه من طريقتها)
- بدر...
- نعم
- قلت لي تبي عائلة وأولاد؟؟
- إيه..ليش أنتي ماتبين؟؟
- إلا بس مو الحين ...اقصد خلينا ناخذ وقتنا ونعرف بعض أكثر
- أنا من رايك ياحلوة....التأخير دايماً أفضل
واللي صدمها انه مسك جريدته وقام يناظر في آخر العناوين
قالت بهدوء: بدر....المفروض يكون هذا شهر عسل