قصه اعجبتني فنقلتها لكم ارجو ان تنال اعجابكم

اقدم لكم هذه القصة المنــــــقولة
في صباح الأحد كنت جالسة في مكاني في كليتي .. وبينما كنت انتظر انا وياقي طالبات الكلية وصول الدكتورة المسؤولة عن القاء المحاضرة ... اقترب مني وجه ذو ملامح حزينة .. فالتفتت لأجد صاحبته وقد سحبت أحد المقاعد ووضعته بجانبي وقالت في هدوء متردد :. - هل .. هل يمكنني الجلوس .. اريدك في موضوع هام .. اجبتها في خوف انبعث مع أنفاسي :. (منــى) .. ماذا بكِ؟؟!!! سكتت قليلاً وانهمرت الدموع من عينيها ... فقلت لها :. - هيا بنا..سنغادر .. لايمكنك أن تبقي هنا في هذه الحالة .. يمكنني احضار المحاضرة من سلوى غداً.. قامت( منــى) من مكانها وقالت لي في صوت متنهد :. - يستحسن أن نفعل امسكت بيدها واسرعت اغادر القاعة ... توجهت الى منزلي ودققت جرس المنزل ففتحت لي والدتي ... وابتسمت حين رأت (منــى) معي وسألتني - لماذا عدت باكراً.. - سنناقش موضوعاً مهماً انا و منــى .. دخلت غرفتي وأشرت لمنــى بالجلوس وقلت لها :. ماذا حصل ؟؟ قالت والدموع لم تفارق عينيها - لم أجد احداً اخبره غيرك ياسارة .. فأنت صديقتي الوحيدة .. وتقدرين مشاعري .. أعرف أنكِ لن تستطيعي مساعدتي ولكنني سأخبركِ.... تطلعت اليها باهتمام وقلت لها :. - (منــى) ... لقد بدأتِ تخيفينني فعلاً.... أخبريني ماذا حصل .. قالت وهي تمسح دموعها - أنت تعرفين أن والدتي رحمها الله توفيت بسبب ورم خبيث أصابها في الثلاثينات من عمرها ... وعندما حاول الأطباء اكتشاف سبب اصابتها بالمرض .. عرفوا انه انتقل اليها بالوراثة .. ما أن نطقت منــى هذه الكلمات .. حتى انعقد حاجباي في قلق وتوتر وخوف ... كنت خائفة مما ستنطق به بعدها خفت كثيراً..... ووقع ما كنت أخشاه .. أكملت قائلةً - وقد كنت أقوم بفحص اختبارات الكلية مساء أمس ... و ...... لم تستطع أن تكمل ... وانهمرت دموعها ثانيةً ... وقالت في صوت متحشرج - و الفحوصات أكدت انتقال الورم إلــــــي .. ما ان أنهت كلامها .. حتى تركت لدموعها العنان .. لدرجة أن أمي احست بصوت البكاء .. فدقت الباب .. فقمت لأفتح لها والدموع تنهمر من عيني أنا الاخرى ..وتفاجأت أمي من منظرنا ... وقالت في توتر :. - ماذا بكما؟؟؟؟> خرجت من الغرفة وأغلقت الباب تاركة صفاء .. وأخبرت أمـي بما حدث ... فتفاجأت ودخلت الغرفة وجلست بجانبها تهدئها وترقيها .. وأخذت أنا أتصور الموقف ...( منــى) الوحيدة ... توفيت والدتها .. تاركةً لها الدنيا ... لتقاسي فيها وتعاني ... ووالدها التي شغلته الدنيا عن أبنائه .. وتركهم يعانون مع أنفسهم تركت الغرفة و توجهت الى ردهة المنزل وسالت دموعي .. وأنا اتخيل ان أفقد أعز صديقة لــي .. والتي أعتبرها مثل أخواتي تماماً .. ولكـن.... ولكــن الاعمار بيد الله .. وليس بيدي حيلة .. غير الدعاء.. توجهت اليها .. وقلت لها .. وأنا احاول ان أتماسك أمامها - (منــى) ..اهدئـي بالله عليكِ .. قومي الآن وصلي وادعي الله أن يفرج عنكِ كربك .. وانت تعلمين أن الله اذا أحب عبده ابتلاه .. قامت وهي تقول لـي - انا اسفة .. لم أتمالك نفسي ... ولكنني لم اتحمل الخبر .. فكل احلامي وامالي للمستقبل ... ضاعت كلها بلمح البصر ... فبالأمس كنت أقول لأختي : عندما اتخرج من الجامعة سوف افعل وافعل .... و لكــن ,.. قاطعتها في ثبات - وما أدراكي؟؟؟ وماأدراكي لعل الله يفرج عنكِ كربتك ويشفيك ... وتعود لكِ كل احلامك وآمالك ... بلمح البصرثانيةً قالت في تمــني :. - سوف أفعل ما علي والباقي على ربك سبحانه وتعالى ... أنا اسفة على تعطيلك عن اعمالك أجبتها في سرعة لم تعطليني أبداً... اتصلي بي في أي وقت ..لا تتردديرافقتها الى باب المنزل .. وما أن غادرت حتى بكيت بشدة .. وجاءت أمـي وقالت لي في محاولة لتهدئني - اذا كنتِ تحبينها فادعي لـها ........................................ في المساء .. قررت زيارتها .. فتوجهت الى منزلها ..ففتحت لي أختها .. فسألتها :. > - أين منى ؟؟؟ - انها موجودة .. تفضلي.. وما هي الاثوانٍ وظهرت (منـى) بوجهها الشاحب .. فسألتها - كيف حالكِ؟ - بخير..تفضلي.. دخلت معها وجلست بجانبي فسألتها :. - هل تحسين بالتعب ؟؟ - لا .. ولكن تأثيره لا يظهر مباشرة بعد ظهوره .. - اذاً فمن الممــ ... قاطعتني في يأس وكأنما عرفت ما سأقوله - ولكن هذا ما حصل مع والدتي أيضاً.. - لا بأس ولكن مقاليد الأمور بيده تعالى .. وهو القائل (وَقَالَ رَبُكُمُ ادعُونِي أَستَجبِ لَكُم).. أليس كذلـك؟؟ - بلــى ولمحت دمعة تجاهد للفرار من عينيها .. فربتت على كتفها .. وقلت لها - هيا قومي لنصلي الوتر جماعةً ... - حسناً وقفت معها وصلينا .. وفي الركعة الأخيرة .. دعوت الله أن يمن عليها بالشفاء ودعوت ودعوت .. وكانت هي تبكي في حرقة ..وأنا أدعي وهي تردد من خلفي (امين).. ومازلنا على هذه الحالة حوالي ربع الساعة .. وبعد ان انهيت الصلاة ..قلت لها :. - صدقيني .. لن يخيب الله رجاكي .. فقط توكلي عليه أومأت برأسها .. وحاولت الابتسام ..ولكن ابتسامتها خانتها هذه المرة .. فقمت وتركتها غارقةٍ في عمق أحزانها .. ورجعت الى منزلي .. .................................................. .......................................... في اليوم التالي .. وفي طريقي للجامعة .. رأيتها وهي تهم بدخول القاعة ..فلحقت بها .. وهمست لها - (منى)..انتظري ليس اليوم نظرت إلي متسائلةً - أهلا (سارة).. ماذا هناك ؟؟؟ - تعالي معـي ... لم أترك لها مجالاً للسؤال .. وسحبتها من يدها .. وقلت لها :.
- لقد سهرت البارحة أدعو لكِِ ... وأنا أيضا لم أنم البارحة الا قليلاً .. - ما رأيك أن نذهب الى المستوصف لتجري فحصاً آخر ...؟؟ - ولكن ... ولكنني أخشى من النتائج ... - لقد أخذتِ بالاسباب وفعلتِ واجبك تجاه ربك .. فممَ تخشين ؟؟؟ لم تجد رداً لتساؤلي .. فأخذت بيدها وتوجهت معها نحو مستوصف الفحوصات ودخلنا الى الطبيبة المسؤولة .. وطلبت منها اجراء فحص اخر لـ (منى) .. وماهي الا ثوانٍ وقامت بأخذ عينة من دمها .. وطلبوا منا القدوم لاحقاً لرؤية النتائج أوصلتها الى منزلها وتوجهت لمنزلي وسألتني أمي عما حدث .. فحكيت لها .. وفَرِحتُ عندما أخبرتني أنها سهرت هي أيضا ليلة أمس تدعو لها .. وعلمت أن الله لن يخيب أملنا .. فالله قد يمهل ولكن لا يهمل .................................................. .................................................. .. في اليوم الثالث (الثلاثاء) .. استيقظت باكراً لألحق بها قبل أن تخرج من منزلها .. وصحبتها الى المستوصف .. وهناك استلمنا نتائج الفحص .. وهنا كانت المفاجأة قالت الطبيبة في عصبية - لست أدري ماذا حدث ؟؟ لقد تأكدت من نتائج البحث عدة مرات بنفسي ولايوجد أدنى أثر لأي فيروس أو ورم في دمكِ .. يبدو أننا أخطئنا في الفحص المرة الأولى لم تصدق (منى) ما سمعته وكادت تطير من فرط سعادتها .. ونهضت من مكانها واحتضنتني بقوة ..وكدت أنا الأخرى أن يغمى علي .. من شدة الفرح .. وتمتمت:. - حمداً لله نظرت إلينا الطبيبة في تعجب .. فقالت لها (منى) - لم تخطئوا في الفحص .. ولكنها قدرة الله . غمغمت أنا مؤكدة - نعم ...انها قدرة الله... وغادرت المستشفى ... وقد تعلمت درساً جديداً في هذه الحياة . درساً بدا لي أشبه بالحلم .. وبدا لـ (منى) أشبه بالكابوس .. درساً مدته ثلاث أيام ....

مشكورة كتير على كل ماتقدميه

مشكورة على كل ماتقدمين للمنتدى